عن أي شيء

في الأسابيع الأخيرة كانت عندي مسودات لعدة تدوينات، كلّها داخل عقلي فقط، لم يخرج منها شيءٌ للمسودة الحقيقية أو لكم، كلما حاولت الكتابة توقفت بعد كلمة أو اثنتين، لذلك قررت أن أخرج دفعةً واحدة وأكتب عن أي شيء وكل شيء بدون تدقيق، المهم أن أكتب، وألّا أبتعد. 

الأسبوع القادم تبدأ دراستي في الجامعة، معلومة واضحة وبسيطة.. لكنها لا تعني أنّي سأنضم فعلًا للصف ولو كنتُ مقيدًا فيه، قد أنضم لهم متأخرًا بعد أسبوعين أو ثلاثة، أو الفصل القادم، أو العام القادم.. وقد لا يحصل أيّ من هذا. الله العالِم.

علّ هذا يحبطني، كنتُ أتوقع أن أُحبط في موقفٍ كهذا لكن لا.. في الحقيقة، قد أُظهر شيئًا من الإحباط لمن يسألني عن أمور الجامعة والدراسة، لكن في أعمق نقطة فيّ.. ليس هذا مايضايقني. 

بعض الأمور حينما أفكّر فيها.. لا يسعني سوى الشعور بأن الكون لا يحتمل وجودي فيه، وأنّي أُدفع دفعًا.. 

ولا بأس! 

صديقي يراسلني بشكل شبه يومي، ليسألني عن سبب مقنع وكافٍ أعطيه إياه لينهض من سريره، أعراض اكتئاب تمشي ٢٢٠ كم/س، أعرف، وكل يوم أعطيه نفس الإجابة! 

الإجابة هي: الفطور، الفطور جميل، وإذا طلب منّي إجابةً أخرى، أجيبه أن الشمس والماء جميلان أيضًا، وأطلب منّه أن يسمح لنورِ الشمس والماء أن يُلامسا جسده، أو أن يغطس.. أي تفاعل مع الماء جميل. 

هذه أقصى إجاباتي، لماذا أنهضُ أنا من السرير؟ لأنّي اكتفيت من النوم، لماذا تنهضون أنتم كل يوم؟ 

من تكراري لإجابة الفطور هذه أصّر صديقي أن نفطر سويًا، في الصباح.. بداية يومي ونهاية يومه، إنسان رايق وآخر نعِس.. ودخلنا في حالة عجيبة من السخافة والضحك! 

بالنسبة لي كانت بداية لها أثر جميل على بقية اليوم، ورحتُ أتأمل في بدايات أيامي أكثر. 

في الفترة الأخيرة قضيتُ الوقت في تعلم الحروف اليابانية، الهيراغانا والكاتاكانا والقليل من الكانجي، كنتُ أتوقع أن الصعوبة ستكمن في تعلّم الحروف، لكن على العكس! وجدتُ الأمر ممتعًا، هكذا ربطتُ بعض الأشياء: 

  • ふ (fu) – ربطتُ هذا الحرف بالجبل، وهو الحرف الذي تبدأ به كلمة فوجي ふじ وكلمة شتاء ふゆ.
  • うみ(umi) – بحر، ولقرب نطقها من كلمة أمّي العربية، ربطتها بمقطوعة Mother Sea من أنمي One Piece.
  • はる(haru) ربيع، هذه الكلمة عرفتها من فلمين شاهدتهم سابقًا، (Haru 1996) و (Haru’s Journey 2010) ولتوّي عرفت معناها، وأنها تستخدم اسمًا للجنسين.

وهذا هو سبب الأناسة، في تعلم لغة كاليابانية المحتوى لا نهائي، من أدب وأفلام وموسيقى.. وسيسعني الدخول إلى هذه العوالم (:! 

من يومين اكتشفت مسلسلًا يابانيًا، عامةً أفضّل الأفلام على المسلسلات.. لكنّي لا أمانع إذا كان المسلسل قصيرًا، وهذا مسلسل قصير من ٤ حلقات، اسمه طقس الخبز والشوربة والقط! (: 

وقعتُ عليه وأنا أقلّب صور فلم Kamome Diner، وأظن أنهما متشابهان كثيرًا حتى ولم أشاهد المسلسل بعد، أحبّ هذا النوع من التصوير، وتبيّن لي الآن وأنا أكتب، أن القصتان لنفس الكاتبة! (: 

أظنني إنسان متقوقع، وفي الفترة الأخيرة أحبّ أن أبقى في قوقعتي وقتًا أكثر، بل أحبّ أن أزيدها تقوقعًا! لأن العالم جميل داخلها، لكن لا بد من الاختلاط بالعالم المفتوح أحيانًا.. أهلًا، ومع السلامة، أيّها العالم الواسع! 

قبل أن أُنهي التدوينة سأسطّر آخر الأغنيات المفضلة للفرقة التي أستمعُ لها مؤخرًا، احتمال كبير أنّي ما كتبتُ هذه التدوينة إلا لأسطّر أغنياتٍ في آخرها! مستأنس.. بمتابعة فرقة تغني للناس في الحفلات أولًا وثم ينتجون الأغاني.. ويغنون الآن في نفس الزمن! (:

6 ردود على “عن أي شيء”

  1. يجب أن يكون لديك سبب لتصحو باكراً، وهو نفس السبب الذي يجعلك تنام باكراً

    Liked by 1 person

    1. هنا تمامًا تكمن المشكلة، ألّا يجد الإنسان سببًا لا لينام ولا ليصحو..

      إعجاب

      1. بالنسبة لي شخصياً دافعي للنوم باكراً هو صلاة الفجر في المسجد، ثم بعد ذلك يكون الدافع أشياء أخرى وأنشطة أخرى تأتي لاحقاً بعض الصلاة تمنعني من أن أنام بعد الفجر، حتى أيام اﻹجازة. الصباح وقت لممارسة الهوايات قبل الذهاب للمكتب أو الجامعة

        Liked by 1 person

      2. عادة جميلة جدًا وتقبل الله منكم صالح الأعمال، وفعلًا بداية الصباح فيها بركة وهدوء جميل (:

        Liked by 1 person

  2. كتبت موضوعاً مطولاً عن الصباح، في الحقيقة لم أكن استفيد منه في الماضي وكُنت أنام، لكن بعدما غيرت الروتين تغير يومي للأفضل

    استكشاف أوقات الصباح

    Liked by 1 person

    1. أشكرك جزيل الشكر على مشاركة التدوينة، فيها من الفائدة والجمال، أحببت صور الشروق والأزهار (: !

      إعجاب

أضف تعليق