إجازة الربيع: الغرق في الذكريات

لا أعرف كيف أبدا هذه التدوينة، كلّ ما أعرفه أن السواليف واجد ولا أعرف أيٌّ منها ستحتويه هذه التدوينة وأيٌّ منها سيتسرب.. أو كيف سيكون شكل التدوينة مثلًا! لكنّي سأبدأ بسرد اليوم.. فاليوم سهل.. 

اليوم استيقظت مبكرًا جدًا على توقيت رمضان، فقررت النوم مجددًا لأنّي كنت أنهض مباشرةً فور استيقاظي في الأيام الماضية.. وقررت أيضًا أن لا أخرج من البيت اليوم. 

هذه الأيام يصاحبني شعور غريب عند استيقاظي من النوم.. شعور غير مريح، شيء يشبه طرق الكآبة والاكتئاب للأبواب.. لهذا حاولت بدء الأيام الماضية بالعمل، ليسهل تشتيت هذا الشعور.. 

لمَ؟ لأنني في إجازة! منذ ثاني أسبوع في رمضان وحتّى العيد إن شاءالله، إجازة الربيع.. أو بمعنى آخر، إجازة عيد الفصح، ويا ليت.. يا ليت كل سنة يصادف الفصح والربيع رمضان! 

عندك إجازة ثلاثة أسابيع ولم تعد! هذا ماتعاتبني عليه أمّي، في الحقيقة أمّي لمّحت لي كثيرًا برغبتها بعودتي في هذه الإجازة، بل أني حتّى شككت بأن أخي قد يحجز لي تذكرةً ويضعني تحت الأمر الواقع لأرجع.. لأنّي لم أكن أرغب بالعودة الآن، وعندي سبب. 

السبب هو قرب انتهاء السنة الدراسية، ربما لهذا شعوري في الفترة الحالية هو “جاك الموت يا تارك الصلاة” مع أنّي لم أترك الصلاة! 

المدة الزمنية بين إجازة الربيع هذه والإجازة الصيفية قصيرة.. لهذا فضّلت قضاءها هنا للتحضير للاختبارات النهائية، والعودة للخليج فيما بعد بلا ارتباطات ولا قيود.. 

قويت قلبي لأبقى على قراري هذا ولا أتنازل لرغبة أمّي، الشيء الذي لم أستوعبه إلا مؤخرًا.. وغاب عن بالي.. هو حينما كنتُ أشاور أمّي في تاريخ عودتي في الصيف، قالت ارجع متى مارغبت، وهنا استوعبت إن المهم عند أمّي كان تواجدي في الخليج في شهر رمضان، وليس أيّ شيء آخر.. لهذا، أفكّر أن أخطط جيدًا للسنة القادمة، وأقضي رمضان في الخليج إن أحياني الله ولو كان هذا على حساب الإجازة الصيفية. 

كانت تقول لي “من بيسوي مطبق هذي السنة؟” أو حينما تتصل بي تمازحني قائلةً “تعال سوي السلطة” لأن كانت هذه مهامي الأساسية السنين الماضية، السلطة بشكلٍ أساسي.. مطبق أحيانًا، خبز المعجنات لأن هذا ما أحبّ فعله.. وعصر الليمون لتثلجه أمّي وتستخدمه للعصير فيما بعد. 

لكن، الصراحة.. والصراحة الصراحة؟ إذا سألني أحدهم كيف أرغب فعلًا بقضاء هذه الإجازة؟ هنا أم في الخليج؟ إجابتي ستكون في المكانين في الآن نفسه. 

أنا طماع، وأريدها دنيا وآخرة.. أتخيّل، لو بإمكاني مثلًا بدء اليوم بالتصبيح على أمّي، ثم أبدأ بالعمل كما هي حياتي هنا بهدوءها.. وأعود قبل الإفطار للعمل مع أمّي في المطبخ، وبعدها.. في المساء.. راضٍ بتقسيم الأيام بين المساءات هنا والمساءات في الخليج! 

لكن هذا في خيالي فقط، أحبّ الخليج.. لكنه ليس الجنّة، ربما أمّي هي الجنّة.. اشتقتُ لأمّي.. 

أحيانًا.. أفكّر، بأن المحبّة التي يحملها قلبي لأمّي كبيرة لدرجة أنه يبدو لي أنّي لا أحبّ أي شيءٍ آخر في العالم.. أو أن قلبي.. لا يسع. 

أنا.. وأنا بعيد، لأنّي بعيدٌ ربما.. أشعر بمحبتي لأمّي.. أي.. أحسّ بقلبي وهو يحملها، فعلًا.. ولأنّي بعيد، مرةً أخرى.. تبدو أمّي أقرب لي. 

يبدو أنّي غرقت، لكن سأعود لبداية اليوم، قررت حين نهوضي أن أقضي الوقت في العمل، تنظيف الملابس.. تنظيف الشقة، إخراج مايجب إخراجه منها.. دائمًا ما أفصل الكرتون والزجاج والبلاستيك عن بقية المخلفات، أنظّف مايجب تنظيفه منها، وأضعه في المكان المخصص للتدوير.. ولا أشعر بأنّي أفعل ما يكفي لإدارة المخلفات هذه.. لا أعرف ما الذي يمكنني فعله أيضاً؟ 

بعدما انتهيت قررت الاتصال بالمشفى لسؤالهم عن  نتائج التحاليل التي أجريتها بداية الأسبوع، هذا لمتابعة إن كنت تحسنت عقب تحاليل يناير أم لا، ففي يناير أشياء كثيرة كانت -دون الطبيعي-.. وبشكلٍ عام.. أنا أشعر بأنّي أفضل حالًا الآن، واستوعبت حتّى إن الثلاثة شهور هذه.. من نوفمبر حتى يناير كانت شهورًا صعبة، لكن نتائج التحاليل في يناير جعلتني أستقيم في حياتي… 

المهم، ذهبتُ بداية الأسبوع إلى المستشفى.. ولا أعرف لم كل المستشفيات في كلّ العالم تشبه بعضها؟  صور فنّية معلقة على الجدران.. وتلفاز على محطة الأخبار! 

جلست وكانت تستعدُ الممرضة لسحب الدم، تسألني إن كنت أمانع الإبر بأي شكلٍ من الأشكال.. وأنا مشغولٌ في قراءة الورقة محاولًا فهم التحاليل الإضافية التي طلبها الطبيب، لا أمانع الإبر، قلتُ لها.. فسّمت بالله وسحبت العينة، سمّت بالله! الممرضة هذه المرّة كانت مسلمة، وفي هذه اللحظة استوعبت أيضًا افتقادي للبسملة هذه.. ففي الخليج دائمًا مايسمّون بالله عند سحب الدم، مهما كانت ديانة الممرضين.. فهذا جزءٌ تبنوه من الثقافة.

عينات أكثر..

عندما اتصلت اليوم، أخبروني بأن الطبيب اطلّع على التحاليل وأرجعها من دون كتابة أي ملاحظات، مما يعني إن نتائج التحاليل طبيعية، ما أحلى الطبيعي والطبيعية وماعلّي أرغب بسماع كلمة غير الطبيعي هذه؟

بعدها اتصلتُ بأمّي، أخبرتها أنّي حلمت ببيت جيراننا اليوم، فسألتني بمن فيهم حلمت تحديدًا؟ قلتُ لها لم أحلم بأهل البيت، بل حلمت بالبيت نفسه! 

هذا البيت كنت أذهب له يوميًا في طفولتي الأولى، كنت أقضي العصرية في قراءة القرآن.. حلمتُ بكلّ تفاصيله.. الباب، الحوش.. المدخل.. الدرج، باب المطبخ الذي تخرج منه روائح طيّبة دائمًا، المجلس.. الصالة.. الصور واللوح والمعلقة، المكتبة التي يتوسطها التلفاز، والأهم من كل هذا.. السجّاد الأخضر، البيت كلّه مفروش بالسجّاد، حتّى الدرج.. 

حينما وصفتُ لأمّي هذا، قالت لي تعرف يابحر إن هذا الكلام غير موجود الآن، وبيتهم لم يعد مفروشًا بالسجّاد بل بالسيراميك والكنب، وهذه الصورة التي في ذاكرتي هي الصورة التي كان عليها بيتهم عندما كنتُ طفلًا، لأنّي لم أدخل بيتهم بعدما كبرت.. لم أتوقع إن عقلي يحتفظ بهذه الصور بكلّ تفاصيلها، ولكن أظنّ هذا هو هوسي بالبيوت! 

بيت جيراننا هذا، من وعيت على الدنيا.. كانوا يحضرّون نوعًا من الكعك لم أجرّبه إلا عندهم، وصفات تبدو بسيطة.. وأصيلة، مثلًا كيك بالهيل، كيك بالتمر.. كيك بالدارسين، ونعم أتعمّد كتابة دارسين وليس قرفة هنا! لأن هذه تبدو أكثر الوصفات المرتبطة بالبيئة والمكان. 

هذه الكعكات لم تتغير طيلة حياتي، لم يضاف لها أي شيء.. لم يتغير طعمها، كبرت ولم أعد طفلًا.. ذهبت، ورجعت.. وكعك الجيران مازال موجودًا ويجدُ طريقه إلى بيتنا دائمًا. 

نقطة وحدة كانت الفاصلة بين هذه العادة التي استمرت أعوامًا عديدة، وهي الجائحة.. فلم يعد النّاس يتبادلون الأطباق بعدها، ولم نرى الجيران.. أو كعكهم. 

حتّى حينما أخبر أمّي أنّي أفتقد كعك الجيران أظنها تستغرب.. لكنها تعرفني، لم يسأل أحدٌ من إخوتي عنه مثلًا! لكن أنا.. هذه التفاصيل الصغيرة والذكريات ستنهيني وتخلص عليّ.. وسأكتب فيما بعد عن هذا النوع الذكريات، الأمر.. كل ما في الأمر.. ليس الكعك نفسه، بل قيمة معنوية.. شعور، حنين يسحبني سحبًا.. 

قبل أيام سألتني أمّي عن أحد أصدقائي، كيف فلان؟ تتواصل معه؟ قلت لها لم أكلمه من فترة ولكني أراه يضع صورًا، وأنّي سأكلمه قريبًا إن شاءالله، بعدها بيومين كلمني هو، لا يسأل أي شيء.. مرسل أغنية فقط! قلت له تعرف إن أمي لتوها كانت تسألني عنك؟ فرح كثيرًا وتساءل كيف لا تزال أمي تذكره! أمي لا تذكره وحسب بل أظنه من الأصدقاء الذين تحبهم وتعزهم أمي! (: رغم تواصلنا القليل إلا أن معزته عندي كبيرة.. 

كان هو زميلي بالسكن الجامعي، سريري بجانب سريره.. رأى جوانب منّي، ومررت معه بمواقف لم أمر بها حتّى مع إخوتي وأقرب أصدقائي، هي ليست أمور كبيرة.. بل تفاصيل صغيرة تؤثر فيّ حتى الآن. 

شاهدني في أكثر اللحظات انكشافًا، وأنا أبكي.. لم يقل أي شيء ولم يسألني عن أي شيء لا أثناءها ولا بعدها، فقط جلس بجانبي ببساطة.. 

مرةً أخرى، في أكثر اللحظات انكشافًا، وأنا مريض.. لا أتذكر ما أصابني بالضبط لكن أتذكر إنها نكسة ألقتني في الفراش، قال لي، تعرف ممكن لو دلّكنا معدتك تشعر بتحسن، قلت له ولا تفكر حتى أن تضع يدك عليّ! أصلًا البطن لا يُدلك! حصل وتدلّكت معدتي لأول وآخر مرة في حياتي أظنّ، وفعلًا شعرت بالتحسن بعدها.. 

موقف ثالث؟ مرة أصابتني الحالة وقررت حلاقة شعري بنفسي، هو.. أظنّه توجس من قضائي كل هذا الوقت في دورة المياه وطرق الباب عليّ، فتحت الباب وكانت ردة فعله كالتالي: صدمة أولًا، ثم انهال بالضحك والطقطقة، ثم بدأ بالتهزيء.. وآخرها قرر هو أن يستلم الدّفة، وخلصنا على باقي شعر رأسي في تلك الليلة. 

لماذا هذه المواقف مميزة؟ لأنها لم تتكرر مع شخص آخر، لأن صعب تجد إنسان لا يخشى الاقتراب منك وقت حزنك ومرضك، يراك في أضعف حالاتك ولا يغير هذا من نظرته لك ولا من تعامله معك، أظنّ.. هذه ليست المرّة الأولى التي أكتب عنه في المدونة، ولا أستغرب..

لا أعرف إن كانت هذه الصدف والارتباطات متكررة في حياتي أنا شخصيًا، أم إن عقلي يختلق هذه الارتباطات.. وهذا يذكرّني بلقائي الأمس مع استاذي. 

بالأمس كان عندي موعد مع استاذي الملاك الذي لا أعرف لماذا وكيف هو صابر علينا حتّى الآن، أول ما جلست سألني سؤال لم أتوقع أن يسألني إياه، حتّى أن مخّي علّق.. سألني متى العيد يابحر؟ قلت له هاه؟ العيد؟ العيد الجمعة أو السبت. قال لي كيف تعرف؟ جلست أفكّر كيف أشرح له! قال لي الهلال؟ قلت له نعم الهلال! هو يعرف أكثر منّي! ثم سألني إن كان عندي أحدٌ هنا أحتفل بالعيد معه.. أظن حتّى هو ملاحظ أنّي مختلٌ قررّ ألا يسافر في هذه الإجازة……. 

المهم، هدف هذا اللقاء كان أن أريه عملًا من كتابتي، ليساعدني في التحضير للاختبار النهائي.. كتبتُ العمل في ساعتين قبل لقائنا تقريبًا لأنّي كنت لا أعرف ماذا أكتب قبلها! سألني ما رأيك فيه؟ قلت له أعرف إنه ليس جيدًا جدًا.. ينقصه هذا وذاك وهذا، أنا.. عندي القدرة على نقد نفسي!  

فقال لي كلام، كرره على مسمعي ثاني مرّة بعد لقائي الأول معه للتحضير للاختبار الأخير لكن هذه المرّة كان منفعلًا أكثر.. 

نظام التصحيح في الجامعة يجري بشكلٍ مجهول، أي أن الأستاذ لا يعرف الطالب الذي كتب العمل، ولا الطالب يعرف الأستاذ الذي صحح عمله، لا نستخدم الأسماء بل الأرقام، وكل الأعمال تُرفع وتصحح بشكل مجهول، وهذا لهدف تجنب الانحياز.. الانحياز ضد أو لطالب معين. 

لهذا الأستاذ لم يعرف شكل الكتابات التي أكتبها أنا، إلا حينما ذهبت له في الساعات المكتبية وأريته بعضًا منها، أنا لم أريه أعمالًا سابقة.. بل كتبتُ أعمالًا خصيصًا لهذا الغرض فقط، حتى ذهابي له في الساعات المكتبية ترددت فيه، في البداية كنت أكتب له رسائل فقط.. وهو يقول لي أقدر أعطيك من الوقت حتى خارج الساعات المكتبية إن لم تتوفر، وأنا أهرب، لأن هوايتي الهرب والهروب. 

المهم، ماحصل هو إنه يبدو إن استاذي الملاك صُدم مما رآه في كتابتي.. وإن بحر الذي يعرفه لا يبدو مطابقًا لبحر الذي يكتب، يقول لي، أنا أعرفك.. أنت عندك أفكار في عقلك وعندك القدرة على ربط هذه الأفكار، لماذا لا تخرج هذا في الكلمات؟ اخرجه من عقلك.. فقط اخرج مافي عقلك! 

ثم ونحن نتناقش في فقرةٍ ما، قلت له وأنا أكتب هذه الفقرة فكرت بكذا وكذا، لكن لم أكتبه، قال هذه أفكار رائعة! لماذا لم تكتبها؟ قلت له لو أعطيت لتشعب الأفكار مجالًا.. سيصير العمل مشتتًا جدًا.. 

وهذه مشكلة، في الطريقة التي يعمل فيها عقلي.. لو تركتُ المجال لنفسي أن أكتب أعمال الجامعة كما أكتب في المدونة مثلًا…. ستصير حربًا طاحنة. 

في المدونة أكتب يومياتي ولا بأس بالعبث مع هذه الأمور.. في الجامعة أكتب عن أفكار ونظريات لا أظنّ أن العبث معها سيكون سليمًا، لهذا أحاول أن أبسّط ما استطعت وأن أترك فكرةً واحدة في كلّ فقرة فقط، وفي النهاية يخرج العمل بسيط جدًا وممل.. ويصدم استاذي لأنه لا يتناسب مع قدراتي التي يعرفها أو مع مايتوقعه منّي. 

تعرفون كيف عقلي يعمل؟ أظن إن كنتم تقرأون ما أكتب.. ستلمحون شيئًا ما، شيء له علاقة بالعشوائية والقفز بين الأفكار جيئةً وذهابًا وخلق الارتباطات، أنا للأمانة فضولي جدًا لمعرفة شعور من يقرأ، أتمنى فقط لو لي القدرة أكون شخص آخر وأقرأ في التدوينات، لأرى كيف سأستقبلها.. 

لكن أنا هو أنا، ولا أستطيع أن أكون غير ذلك، لا أعرف ماذا سيحصل لو تركت لعقلي الحرية الكاملة للإنطلاق في كتابة أعمال الجامعة وثمّ محاولة تعديل مايمكن تعديله، فالكتابة في هذه الحالة ستصير عملًا مُجهدًا.. وهنا أتذكر تسجيل لعلي الأعرج يمثّل هذه الجملة، يتحدث بصوتٍ مُتعب كيف أن الكتابة مُجهدة! 

كنت أوّد تضمين التسجيل في هذه التدوينة لكنّي لم أجده للأسف، لهذا سأضمّن البودكاست عامةً، وهذا واحدٌ من تلك الأشياء الصغيرة التي تسعدني.. عندما أرى حلقةً جديدة في نهاية اليوم (: 

يبدو أني أختم التدوينة وأنا لم أكتب ماكنت أودّ كتابته منذ البداية، ولئلا تطول هذه التدوينة أكثر سأنهيها هنا وأكتب أخرى فيما بعد، حتّى نلقاكم، سلام!

8 ردود على “إجازة الربيع: الغرق في الذكريات”

  1. تجربة الغربة مُختلفة بيننا جميعاً..
    شقيقتي الصغرى التي أتت للدراسة بالجامعة قبل ستة أشهر، لم تسافر معي لقضاء باقي رمضان والعيد مع الأهل مُتحججة بالامتحانات المعملية النهائية.
    كُنت متعجبة من جلادتها، لأكتشف الآن أنها فقط تملك وجهة نظر أخرى غيري.

    لي كلمة بجعبتي يا بحر، واعذر تطفُّل وتدخُّلات ريمة بما لا يخُصُّها:)، لمة العائلة لا تُعوَّض.. ما الذي يضمن لك بقاء والدتك -الله يحفظها لك- للعطلة الصيفية؟ الموت يجي بلحظة والحسرة تبقى لباقي العمر.
    مش نظرة تشاؤمية والله 😅 مجرد قناعة أعيش معها، مُقلقة ولكنها السبب بأشياء كثيرة جيدة.

    أود مشاركتك التعلُّق بالذكريات، أول أمس بينما كنا بالسيارة مع الوالدة قلت لها بلحظة حنين:- مشتاقة يا ماما. (وبعد سؤالها عن السبب) قلت لها:- مشتاقة لكل شي، لثالثة ثانوي، للكورسات، لتعب وسهر الدراسة، مشتاقة لصديقاتي، وعتاب عمتي وهي تدرسني الرياضيات، مشتاقة للحافلة ومروان وفيصل (سواقين الحافلة)، ياريت لو الزمن يرجع ولو لشوية.

    أشتاق لمشاعر ودفئ الذكريات ليس بالمعنى المادي بل نقيضه المعنوي اللطيف.

    الله يحفظلك والدتك، وكل أحبابك✨
    تدوينتك لطيفة وجميلة، عشوائية أجل ولكنها من النوع المفضل جداً بالنسبة لي.

    Liked by 1 person

    1. يا أهلًا ريمة.

      فعلًا حتى لو تشابهت التجارب يختلف وقعها وأثرها علينا بسبب اختلاف شخصياتنا واختلاف نظرتنا للعالم.

      للأمانة تفاجئت مما كتبتيه، لكنّي أتفّهم وجهة نظرك.. وأتفهّم أن هذا مايحركك في اتخاذ القرارات، بالنسبة لي هذا كثيرٌ عليّ ولا أستطيع تبني هذه الطريقة في التفكير لأنها مُجهدة جدًا..

      أظنّ إذن أننا نتشارك في الحنين إلى هذا النوع من الذكريات (: دائمًا أفكّر أن هذه الأمور الصغيرة جدًا كانت اعتيادية وروتينية.. وفُقدت فجأةً، وهذا ما يؤجج شعور الحنين.. أظنّ.

      وفعلًا تعبيرك كان في محله!

      آمين يارب، الله يحفظ لك جميع الأحبّة، ويحفظك لهم (:
      شكرًا جزيلًا، وشكرًا لقراءتك وتعليقك.

      Liked by 1 person

  2. علي الأعرج أكثر جرأة في تدويناته،تدويناتك فيها قفز بين الأفكار ،لكن إنسيابية ،أظن المصحح يريدك أن تكتب مثل ما تدون

    Liked by 2 people

    1. أهلًا رياض، يسرّني أنك تجد انسيابيةً في تدويناتي فهذا أمرٌ حسن رغم العشوائية! صحيح وهذا ما سأحاول تجريبه في العمل القادم.
      ألف شكر (:

      Liked by 1 person

  3. بحر التدوينه جميله وضحكت كثير لمن قرأت جزء عصر الليمون لأننا نسويه مع اهلي

    بنسبه لكيف نظرتي لتدويناتك بصراحه احسها حقيقه واحب كذا ان اقراء افكار ملخبطه وعشوائيه جميله طفشنا اصلا من الترتيب الزايد

    اعانك الله على عبادته بهذا الشهر وان شاء الله تقر عين ولدتك فيك

    Liked by 1 person

    1. يا أهلًا! من الجميل معرفة إن مشهد عصر الليمون هذا متكرر في بيوت أخرى xD

      شكرًا جزيلًا، أظنّ أن تعبير الحقيقيّة يطمئنني.. فكُلّ ما أودّه أن يشعر القارئ بالألفة 🙂

      آمين يارب أعاننا الله وإياكم على كلّ الخير، تعليقك يسعدني! ألف شكر.

      Liked by 1 person

  4. أنا أملك خزانة سرية لا داعي لأن أضع بها أي شيء لأن الأشياء توضع بها لوحدها .. خزانة سرية أفتحها عندما تكون الظروف مناسبة والبال رائق .. ألتفت حولي أولاً ثم أمد يدي لأخرج أحد تلك الأشياء الفوق اعتيادية لأنك تحتاج لأشياء غير اعتيادية لكي تزركش وقتك عندما يكون قابلاً للزركشة.
    وتدويناتك هي إحدى مكونات هذه الخزانة السرية وأنا بها أسعد ولها قلبي يطرب.
    أحب أسلوبك في سرد تفاصيل من حياتك اليومية .. بسيط وعميق وجميل .. أغيب لفترة ولكني .. إن شاء الله .. آتي في النهاية.

    Liked by 1 person

    1. يا الله.. اندمجت في قراءة التعليق وتحمّست لمعرفة سر هذه الخزانة، وفي النهاية تفاجئت وانحرجت أيضًا ههههههههه، هذا يسرّني كثيرًا.. وكثيرًا جدًا والله!
      شكرًا جزيلًا لك، سأتذكر كلماتك هذه.. الله يسعدك.
      وأهلاً بك دائمًا وأبدًا! (:

      Liked by 1 person

أضف تعليق